الأحد، 1 مارس 2015

درء الافتراء عن زيارة عاشوراء



تعريّة شُبهة (السّيد كمال الحيدري) حول الدّس في (زيارة عاشوراء)

بقلم/ الشّيخ جابر جوير

 


باسمه جلّت أسماؤه

     توطئة:

     أثار مؤخّراً (السّيد كمال الحيدري) شُبهة تتّصل بـ(زيارة عاشوراء)، فرأيت أنّ مُقتضى تكليفي الشّرعي كشف شُبهته وتزييفها؛ كي لا يخفى الحقّ على أهله، والله مِن وراء القصد.

     يقع الكلام في مبحثين:

     المبحث الأوّل: بيان الشّبهة

    ويقع الكلام في مطلبَيْن:

     المطلب الأوّل: نقل نصّ كلمات صاحب الشّبهة

     طرح صاحب الشّبهة شبهته في أكثر مِن مورد وأكثر مِن مناسبة، وإليك نصّ كلماته:   
 
     المورد الأوّل: (درس خارج الفقه: مفاتيح عمليّة الاستنباط الفقهي، برقم: (373) : مدخليّة الزّمان والمكان في موضوعات الأحكام الشّرعيّة:29، 22 ذي القعدة 1434هـ) :
     قال في الدّقيقة (29:04 وما بعدها) : (المقطع الموجود في آخر زيارة عاشوراء هذا لا أصل له، لعلّه إلى القرن السّابع أو الثّامن، أبداً ما بيه أصل!: (اللّهم خُصّ أنت أوّل ظالم باللّعن مِنّي، ثمّ العن الأوّل) ؛ كذا هاي التّتمة غير ثابتة في زيارة عاشوراء، نعم أصل الزّيارة ثابتة، (اللّهم العن أوّل ظالم ظلم حقّ محمّد وآل محمّد، وآخر تابع على ذلك) ؛ هذا كلّه ما بي إشكال، لا يتبادر، لا يخرج واحد هنا السّيد ينكر زيارة عاشوراء، لا! أنا مؤمن بالزّيارة، ولكن أتكلّم على هذا المقطع الأخير).[1]

     المورد الثّاني: (درس خارج الأصول: تعارض الأدلّة، برقم: (199)، 29 ربيع الثّاني 1435 هـ:
     قال في: (الدّقيقة: 4:22 وما بعدها) : (أصل الزّيارة لا إشكال فيها سنداً ولا متناً، وكذلك المقطع الأوّل مِمّا بعد الزّيارة: (اللّهم العن أوّل ظالم ظلم حقّ محمّد)، ولا المقطع الثّاني مِمّا بعد الزّيارة: (السّلام عليك يا أبا عبد الله)، وإنّما الإشكال سنداً ومتناً في ماذا؟ ، ها؟ في المقطع الثّالث الذي هو: (اللّهم خُصّ أنت أوّل ظالم باللّعن مني) ).
 
    وقال في: (الدّقيقة: 33:52 وما بعدها) : (في كثير مِن الأحيان ها؟ النُّسخة الخطيّة أكو حولها ماذا؟ ها؟ حواشي، وبعض الأحيان ما چان تكفي الحواشي، فوين يروحون؟ يكتبو وسط الأسطر، يدخل مِنّانه، يخلّي السّهم، يدخل هنانه، ما أدري شايفين الكتب الحجريّة لو لا؟ ها؟ يدخل فيها، فهذه مِن يچي الذي يريد يطبعها يتصوّر أنّ هذه الجملة منها مرتبط بماذا؟ ها؟ بالمتن، فيدخلها، وهذه هي واحدة مِن أسباب دخول: (اللّهم خصّ أنت أوّل ظالم باللّعن وابدأ به)، وهو أنّه هذه في الأعم الأغلب في النُّسخ الموجودة كانت في الحواشي، ولكنّه مِن القرن العاشر وما بعد صارت ماذا؟ صارت مِن متن الزّيارة). [2]

     المورد الثّالث: (سلسلة محاضرات طهران (2) : قواعد في الحوار مع أهل السّنة):

     قال في (الدّقيقة: 44:05 وما بعدها) : (زيارة عاشوراء صحيحة، إلاّ المقطع الأخير منها: (اللّهم خصّ أنت أوّل ظالم، ثمّ العن الأوّل)، هذه باطلة جزماً، ولا أساساً لها، نعم المقاطع السّابقة عليها صحيحة،...ولكن فلان وفلان وفلان، اللّي أُلحق في القرن التّاسع أو العاشر بزيارة عاشوراء هذي لا أساس لها، مِن أين تقول سيّدنا؟ ، أقول: مِن هاي الرّوايات المُعتبرة مِن أئمّة أهل البيت، يقول: (والتّصريح بمثالب أعدائنا؛ فإنّهم -التفت- فإذا سمعوا مثالب أعدائنا بأسمائهم ثلبونا بأسمائنا) ).

     وقال قبل ذلك في: (الدّقيقة: 36:00 وما بعدها) : (أئمّة أهل البيت عليهم أفضل الصّلاة والسّلام كما في عيون أخبار الرّضا يقول: (سمعت أبا الحسن علي بن موسى الرّضا يقول رحم الله عبداً أحيا أمرنا...).

     وقال أيضاً بعدها في: (الدّقيقة: 40:55 وما بعدها) : (والرّواية مِن الرّوايات المُعتبرة سنداً على مباني السّيد الخوئي). [3]

     المطلب الثّاني: تقرير حاصل الشّبهة

     ينحلّ كلام صاحب الشّبهة إلى عدّة أمور:

     الأمر الأوّل: أنّه سجّل دعوى حاصلها: طروء التّحريف على نحو الزّيادة والدّس في (زيارة عاشوراء)، والمقطع الذي أُقحم على فقرات متن الزّيارة هو:
     (اللّهمّ خُصّ أنت أوّل ظالم باللّعن منّي، وابدأ به أوّلاً، ثمّ الثّاني، ثمّ الثّالث، والرّابع، اللّهمّ العن يزيد خامساً، والعن عبيد الله بن زياد، وابن مرجانة، وعمر بن سعد، وشمراً، وآل أبي سفيان، وآل زياد، وآل مروان إلى يوم القيامة).[4]

     الأمر الثّاني: أنّ هذه الزّيادة تم دسّها ضمن متن الزّيارة في قرون مُتأخّرة عن زمن الشّيخ الطّوسي (قده) صاحب كتاب (مصباح المُتهجّد) (ت: 460 هـ)، والذي نقل الزّيارة في كتابه المذكور.

     الأمر الثّالث: استند في دعواه إلى دليلَيْن:

     الدّليل الأوّل: تعارض المقطع المدسوس -بحسب زعمه- مع رواية منقولة في كتاب (عيون أخبار الرّضا (ع) ) للشّيخ الصّدوق (قده)، عبّر عنها بأنّها مُعتبرة على مباني السّيد الخوئي (قده).

     وإليك محلّ الشّاهد مِن الرّواية -وهي طويلة-: عن الإمام الرّضا (ع) : (يا ابن أبي محمود!، إنّ مُخالفينا وضعوا أخباراً في فضائلنا، وجعلوها على ثلاثة أقسام: أحدها الغُلو، وثانيها التَقصير في أمرنا، وثالثها التَصريح بمثالب أعدائنا، فإذا سمع النَاس الغُلو فينا؛ كفّروا شيعتنا، ونسبوهم إلى القول بربوبيّتنا، وإذا سمعوا التّقصير؛ اعتقدوه فينا، وإذا سمعوا مثالب أعدائنا بأسمائهم؛ ثلبونا بأسمائنا، وقد قال الله عزّ وجلّ : (وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ)[5] ).[6]

     الدّليل الثّاني: أنّ هذا المقطع إنّما هو موجود في الأعمّ الأغلب مِن نُسخ كتاب (مصباح المُتهجّد) في الحاشية، وليس هو مِن أصل الكتاب، وإنّما أُدرج ضِمن المتن فيما بعد، في زمن متأخّر.

     المبحث الثّاني: الجواب عن الشّبهة وتعريتها

     والحقّ أنّه لا يتمّ مِمّا ذكره شيء! ، ويُمكن أنْ نجيب عن جميع ذلك مِن عدّة جهات:

     الجِهة الأولى: أنّ كلامه اشتمل على اضطراب ظاهر جداً قلّ نظيره في أيّ تجربة علميّة! ، فتارة يُحقّب الدّس على نحو التّرديد بالقرن (الثّامن) أو (السّابع)، وأخرى يُرجعه بنحو الجزم إلى القرن (العاشر)، وثالثة يُؤرّخها على التّرديد بالقرن (التّاسع) أو (العاشر)!
     ولا يكاد ينقضي العجب من هكذا إفادة! ، ولا أريد أنْ أُعقّب بأزيد مِن ذلك!

     الجِهة الثّانية: أنّه لم يتّضح مُستنده في تعيين أيّ من تلك الإفادات التأريخيّة المُرتبكة!

     الجِهة الثّالثة: مناقشة المُستند الذي ابتنت عليه دعواه، ويقع الكلام في مطلبين:

     المطلب الأوّل: مناقشة الدّليل الأوّل

     ويمكن أنْ يُناقش بأمور:

    الأمر الأوّل: أنّ الالتزام بكون المقطع المذكور مدسوساً بدعوى كونه مِن صُغريات التّصريح بمثالب أعداء أهل البيت (عليهم الصّلاة والسّلام)، وبأسمائهم؛ منقوض بمقطعَيْن آخرَيْن اشتملت عليهما الزّيارة؛ وهما:

     المقطع الأوّل: (ولعن الله آل زياد وآل مروان، ولعن الله بني أميّة قاطبة، ولعن الله ابن مرجانة، ولعن الله عمر بن سعد، ولعن الله شمراً).[7]
    
      المقطع الثّاني: (اللّهم إنّ هذا يوم تبرّكت به بنو أميّة، وابن آكلة الأكباد، اللّعين ابن اللّعين على لسانك ولسان نبيّك صلى الله عليه وآله، في كلّ موطن وموقف وقف فيه نبيّك، اللّهم العن أبا سفيان، ومعاوية، ويزيد بن معاوية، عليهم منك اللّعنة أبد الآبدين، وهذا يوم فرحت به آل زياد وآل مروان بقتلهم الحُسين صلوات الله عليه، اللّهم فضاعف عليهم اللّعن والعذاب، اللهم إنّي أتقرّب إليك في هذا اليوم، وفي موقفي هذا، وأيام حياتي بالبراءة منهم واللّعنة عليهم).[8]

     فإنّ المفروض أنّ الملاك مُتحقّق هنا أيضاً، وهو التّعرض بالتّصريح لمثالب أعدائهم (صلوات الله وسلامه عليهم)، فلا معنى -حينئذ- للالتزام بدسّ المقطع المُعترض عليه، واسثناء سائر المقاطع، وتصحيحها، مع وِحدة المِلاك في الجميع.

     وهم ودفعه:

     وأمّا توَهُّم: اشتمال المقطع -المزعوم دسّه- على خصوصيّة، وهي: التّصريح بلعن الأوّل، والثّاني، والثّالث، والرّابع، مِمّن ظلمهم (عليهم الصّلاة والسّلام)، دون المقطعَيْن اللذين نقضنا بهما الدّعوى.

     فدفعه:
 
     أوّلاً: أنّ المفروض أنّ موضوع الخبر المروي عن الإمام الرّضا (ع) هو التّصريح بمثالب أعدائهم بأسمائهم، وأمّا عناوين: (الأوّل)، و(الثّاني)، و(الثّالث)، و(الرّابع)؛ فهي ليست مِن الأسماء في شيء.

     ثانياً: أنّ الالتزام بهذه الخصوصيّة يوجب الحُكم بتكذيب ودسّ مقطع آخر مِن الزّيارة، لم يُواجه اعتراضاً مِن قِبل صاحب الشُّبهة، واعتبره كسائر مقاطع الزّيارة صحيحاً، نضمّه إلى المقطعَيْن النّقضيين الآنفَيْن، وهو : (اللّهم العن أوّل ظالم ظلم حقّ محمّد وآل محمّد)[9].

    الأمر الثّاني: دعوى أنّ الرّواية المذكورة مُعتبرة على مباني السّيد الخوئي (قده)؛ في غير محلّها؛ لأنّ سندها مشتمل على: الحسين (أو: الحسن)[10] بن أحمد المالكي، وأبوه، وهما مِمّن لم تثبت وثاقتهم عند المُحقّق السّيد الخوئي (قده)، فقد ذكرهما في (المُعجم) بلا جرح ولا تعديل، ولا ما يُفيد شيئاً منهما، كما أنّه لا يوجد ما يوجب وثاقتهما على أحد مبانيه (قده).

     أمّا الابن؛ فقال المُحقّق السّيد الخوئي (قده) فيه: (من أصحاب الحسن العسكري (ع)، رجال الشيخ. روى عن أبيه، وروى عنه علي بن الحسين بن بابويه، ذكره الصدوق في المشيخة في طريقه إلى إبراهيم بن أبي محمود).[11]

     وأمّا الأب؛ فقال (قده) فيه: (روى عن إبراهيم بن أبي محمود ، وروى عنه ابنه الحسن . مشيخة الفقيه : في طريقة إلى إبراهيم بن أبي محمود).[12]

     هذا؛ وللشّيخ الصّدوق (قده) ثلاث طُرق إلى إبراهيم بن أبي محمود الخُراساني في المشْيَخة، إحداها مشتملة على المالكي وأبيه، ولم يصحّحه المُحقّق السّيد الخوئي (قده)، بينما صحّح طريقاً آخر غيره.[13]

     والحاصل: أنّ دعوى كون السّند مُعتبراً على مبنى المُحقّق السّيد الخوئي (قده)؛ في غير محلّها، وأكتفي بهذا المقدار مِن المُلاحقة العِلميّة؛ لأفُسح للقارئ مجالاً للتّحليل واستخلاص نتائج هذه المُعالجة!

     المطلب الثّاني: مناقشة الدّليل الثّاني

      ويُمكن أنْ يُناقش مِن عدّة جهات:

     الأوّلى: اقتباس الشُّبهة مِن غيره

     لا يبعد أنّ هذه الدّعوى ليست مِن ابتكارات صاحب الشّبهة -كما اعتدنا في كثير من إثاراته وإشكالاته التي يُثيرها مِن حين لآخر! ، حيث يقتبس مِن هنا وهناك، ثمّ يُعيد طرحه مرّة أخرى[14]، ومِن المظنون قويّاً إنْ لم يكن مُطمأناً به أنّه تلقّاها مِن أُطروحة المُعاصر (الشّيخ حسين الرّاضي)، الذي شكّك في نفس المقطع المذكور، واستند في دعواه إلى الدّليل الثّاني الذي ذكره صاحب الشّبهة.

     قال الشّيخ حسين الرّاضي في كتابه: (زيارة عاشوراء في الميزان) :

     (إن مثل هذه الإضافات تكون في البداية على الهامش بعنوان نسخة بدل ثم تتحول إلى جزء من الأصل وكلما تأخر الزمن تترسخ في داخل الكتاب ثم يصعب بعد ذلك تبديله أو حتى الحديث عنه بل يكون الحديث عنه بدعة يجب في نظر البعض محاربته).[15]

     (فمثل هذه الحواشي إذا لم تميز بشكل واضح ويشار إلى من كتبها، تصبح في المستقبل جزءاً من النص الأصلي ويدخل في الدين ما ليس منه).[16]

     الثّانية: العِبرة في ترجيح النّسخ

     أنّ العِبرة في مقام التّرجيح بين النُسخ المُختلفة -غير المُتكافئة مِن جهة ثبوتها- وتصحيح وتقديم بعضها أو إحداها على أخرى ليس يتم بمحض موافقة الأعمّ الأغلب مِن النُّسخ، لا سيّما مع كون النُّسخ المُتّفقة لم تثبت صحتها أو صحّة  بعضها، وإنّما العِبرة بتوفّر النّسخة على ما يُحرز معه الوثوق بصحتها.

     وحينئذ: لا معنى لتمسّك صاحب الشّبهة بدعوى أنّ الأعم الأغلب مِن النّسخ كان يخلو مِن المقطع المذكور، هذا مِن جِهة الكُبرى.

     الثّالثة: وأمّا الصُّغرى؛ فإنّ دعوى الأعم الأغلب مِن نُسخ كتاب (مصباح المُتهجّد) قد وقع فيها المقطع المذكور في الحاشية لا المتن، وكونه زُجّ في المتن في زمن متأخّر؛ عُهدتها على مُدّعيها.

    الرّابعة: أنّ مفاد واقع النّسخ الصّحيحة هو ثبوت هذا المقطع مِن الزّيارة، فإنّ المقطع المزعوم دسّه في الزّيارة قد جاء ضمن متنها في كتاب (مصباح المُتهجّد)، وقد ثبت ذلك في أنفس النُّسخ وأوثقها للكتاب، بل هي النّسخة الوحيدة الصّحيحة السّالمة عن الإشكال - بحسب نظري القاصر- ، ولا كلام في صحتها، وإنْ أثار حولها المُعاصر (الشّيخ حسين الرّاضي) في كتابه الموسوم بـ(زيارة عاشوراء في الميزان) عدّة إشكالات؛ إلاّ أنّها لا ترجع إلى معنى محصّل، ولا يلتفت لمثلها أرباب التّحقيق، ولا يعتدّ بها روّاد هذه الصّناعة وأهل هذا الفنّ، وقد أعرضتُ عنها؛ لكونها قد بلغت مِن الوهن الغاية.

    وقد أشار إلى هذه النُّسخة المُحقّق الكبير الميرزا جواد التّبريزي (قده) في مقام دفاعه عن (زيارة عاشوراء)، وعبّر عنها: بأنّها (مِن أهم النّسخ المُقابلة)[17]، وسمّاها: (نُسخة المولى أحمد التوني)[18]، و (مخطوطة المولى أحمد التوني)[19]، و (نسخة التوني).[20]

    هذه النّسخة محفوظة في : مكتبة آية العُظمى السيّد البروجردي (قده)، في مدينة قُم المُقدّسة.

     رقمها: (93).

     تأريخها: 15 /شعبان / 912 هـ.

     يملكها : أحمد بن الحاجي محمّد البُشْرَوي التّوني (قده).

     وثاقته: قال الشّيخ الحُر العاملي (قده) في (أمل الآمل) : (فاضل عالم زاهد عابد ورع).[21]
    وقال الميرزا صاحب الرّياض (قده) : (فاضل، عالم، زاهد، ورع)[22]، وذكره في تعليقته على أمل الآمل.[23]

     وناسخها: غياث الدّين بن شمس الدّين الاسترآبادي

    قابل (التوني) هذه النّسخة على نسخة: تاج الدّين الحسن بن راشد الحلّي (قده).

     وثاقته: قال الشّيخ الكفعمي (قده) : (الشّيخ، الامام، العالم، الفاضل، نادرة الزّمان، الشّيخ تاج الدّين الحسن بن راشد).[24]

     وقال الشّيخ الحُر العاملي (قده) في (أمل الآمل) : (فاضل، فقيه، شاعر، أديب).[25]

    وقال الميرزا صاحب الرّياض (قده) : (الفاضل، العالم، الشّاعر، مِن أكابر الفقهاء)[26]، وذكره في تعليقته على أمل الآمل.[27]

     وقابل (ابن راشد) نسخته: على نسخة علي بن أحمد الرميلي (قده).

     وثاقته: قال الميرزا صاحب الرّياض (قده) : (الشّيخ الجليل... الفاضل، العالم، الفقيه، الكامل، المعروف بالرميلي، وهذا الشّيخ مِن أجلّة الأصحاب).[28]

     و(الرميلي) نقل نسخته وقابلها من: نُسخة بخطّ أبي الحسن علي بن محمّد بن محمّد بن علي بن محمّد بن محمّد السكون الحلّي (قده)

     وثاقته: قال الميرزا صاحب الرّياض (قده) : (الفاضل، العالم، العابد، الورع، الأديب، النّحوي، اللّغوي، الشّاعر، الكامل، الفقيه، المعروف بابن السكون، وهو الشّيخ الثّقة مِن علمائنا).[29]

     ثم حظيت نسخة (ابن راشد) بمقابلة أخرى:

     قام بها المولى عماد الدّين علي بن عماد الدّين علي الشّريف القاري الاسترآبادي المازندراني (قده) على: نسخة ابن إدريس الحلّي (قده).

     وثاقة (عماد الدّين) : قال الميرزا صاحب الرّياض (قده) : (فاضل، عالم، فقيه، محدّث، قارئ، مُتكلّم، ورع، تقي، وكان مِن العلماء، والصلحاء المشهورين)[30].     

     وثاقة ابن إدريس الحلّي: وهو مِمّا لا كلام في تقدِّمه، ووثاقته، وجلالته (قده).
     قال الشّهيد الأوّل (قده) : (الإمام العلاّمة، شيخ العُلماء، رئيس المذهب)، وقال الشّهيد الثّاني (قده) : (الإمام، العلاّمة، المُحقّق).[31]
    وقال القاضي السّيد صاحب (مجالس المؤمنين) (قده) : (الشيخ العالم المُحقّق).[32]
    وقال ابن داود الحلّي (قده) : (شيخ الفقهاء بالحلّة، متقناً في العلوم، كثير التّصانيف).[33]
     وابن إدريس الحلّي (قده) قابل نسخته: على نسخة شيخ الطّائفة؛ الشّيخ الطّوسي (قده) نفسه.

     النّتيجة:

     في ضوء ما تقدّم نخلص إلى أنّ المقطع -المزعوم دسّه- ؛ هو جزء أصيل مِن زيارة عاشوراء، ولا واقع صحيح وراء شُبهة زيادته ودسّه في متن الزّيارة.

     تتمّة وفائدة في وقفتين:

     الوقفة الأولى: إشارة إلى خلط بعض المُحقّقين

     وقع في كتاب (زيارة عاشوراء تحفة مِن السّماء)، وهو تقرير بحث المُحقّق الشّيخ مُسلم الدّاوري (حفظه الله تعالى)؛ خلطٌ بين ناسخ النُّسخة، وهو: (غياث الدّين الاسترآبادي)، ومُقابِل نُسخة (ابن راشد)، الذي هو: (عماد الدّين الاسترآبادي)، حيث جعل ترجمة الثّاني (=عماد الدّين) للأوّل (=غياث الدّين)، فنقل ما كتبه العلاّمة الطّهراني في (الذّريعة)، والميرزا صاحب (الرّياض) في ترجمة الثّاني (=غياث الدّين)، فأثبتها للأوّل: (=عماد الدّين)![34].

     الوقفة الثّانية: مُطالعة وتحقيق حول حكاية الشّيخ الطّوسي (قده) مع الخليفة العبّاسي وزيارة عاشوراء

     تُنقل حكاية عن شيخ الطّائفة الطّوسي (قده) إنْ صحّت؛ فإنّها تصلح أنْ تكون دليلاً آخر على وجود المقطع -المزعوم دسّه- في زيارة عاشوراء، مع أنّ ما قدّمناه فيه كفاية في كشف الشّبهة لمن طلب الحق ورام التّثبت، إلاّ أنّه لا بأس بالتّعرض لذلك إتماماً للفائدة لمن يبتغيها.

     ويقع الكلام مِن جهتين:

     الأولى: نقل القصّة

     تم نقل القصّة وتداولها بألفاظ مُتفاوتة قليلاً، ونحن ننقلها مِن كتاب المُحقّق السيّد مهدي بحر العلوم (قده) (الفوائد الرّجاليّة)؛ لكونه أقدم مصدر ظفرت به ينقل القصّة باللّغة العربيّة:

      قال (قده) : (وحكى جماعة أنّه وُشي بالشّيخ إلى الخليفة العبّاسي، أنّه وأصحابه يسبّون الصّحابة - وكتابه المصباح يشهد بذلك - فإنّه ذكر أنّ مِن دعاء يوم عاشوراء : (اللّهم خُصّ أوّل ظالم باللّعن مِنّي، وابدأ به أوّلاً، ثمّ الثّاني، ثمّ الثّالث، ثمّ الرّابع، اللّهم العن يزيد بن معاوية خامساً)، فدعا الخليفة بالشّيخ والكتاب، فلمّا حضر الشّيخ، ووقف على القصّة ألهمه الله تعالى أنْ قال: ليس المُراد مِن هذه الفقرات ما ظنّته السُّعاة، بل المُراد بالأوّل: قابيل -قاتل هابيل- ، وهو أوّل مَن سنّ القتل والظّلم، وبالثّاني: قيدار -عاقر ناقة صالح- ، وبالثّالث: قاتل يحيى بن زكريا (ع)، قتله لأجل بغيّ مِن بغايا بني إسرائيل، وبالرّابع: عبد الرحمان بن ملجم -قاتل علي بن أبي طالب (ع)، فلمّا سمع الخليفة مِن الشّيخ تأويله وبيانه؛ قَبِل مِنه، ورَفع شأنه، وانتقم مِن السّاعي وأهانه)[35].

     الثّانية: الموقف الإثباتي مِن هذه القصّة

     ويقع الكلام مِن جهتين:

     الجهة الأولى: موقف بعض المُعاصرين مِن هذه القصّة

     يوجد بإزاء هذه القصّة اتّجاهان:

     الاتجاه الأوّل: يذهب إلى وضعها واختلاقها!

     وهو ما ذهب إليه (الشّيخ حسين الرّاضي) في كتابه (زيارة عاشوراء في الميزان) : (وهي قصّة مختلقة لا أساس لها من الصحة).[36]

    وقال: (فالواضع الذي وضع هذا التزوير تعدَّ على الشيخ الطوسي وشوه سمعته طيلة قرون من الزمن ثم وضع قصة مفبركة في تخلصه من هذا التزوير).[37]

    الاتجاه الثّاني: يذهب إلى مشهوريتها

     وهو ما ذهب إليه صاحب كتاب (المُداخلات الكاملة في ردّ مدّعي التّزوير على زيارة عاشوراء المتداولة)، قال : (أن هذه القصة بلغت من الشهرة بمكان، حتى نقلها جمع من العلماء في كتبهم، فقد نقلها من أعلام الطائفة العلامة الشهيد القاضي نور الله الشّشتري (عطر الله مرقده) في كتابه مجالس المؤمنين "باللغة الفارسية"، نقل المسلمات ولم يشكك فيها. مجالس المؤمنين ج1 ص482. هذا العلم الفذ الذي عرف بورعه وتقواه واحتياطه...وكذلك نقلها العلامة المحقق والرجالي الكبير أبو المعالي الكلباسي في كتابه شرح زيارة عاشوراء...وأيضاً نقلها العلامة التستري في كتابه قاموس الرجال في ترجمة الشيخ الطوسي بالنحو المذكور ج9 : 208. ومع هذا كلّه تراه[38] ينفي هذه القصة بضرس قاطع).[39]

     وقال: (بل اشتهر وشاع أن الشيخ وشي به للخليفة العباسي في تلك الفترة بأنه يلعن كبار الصحابة فجيء به للخليفة وجيء بكتابه مصباح المتهجد...)[40].

     وقال: (الحادثة المشهورة حول كتاب المصباح التي وشي فيها على الشيخ الطوسي لدى الخليفة العباسي بشأن الأول والثاني والثالث والرابع)[41].

     وقال: (القصة المشهورة عن الشيخ الطوسي)[42].

    الجِهة الثّانية: المُناقشة وبيان الموقف المُختار

     أقول: لا يصحّ شيء من كلا الاتّجاهين، ويمكن أنْ نناقشهما:

     أمّا الاتّجاه الأوّل: فيرد عليه: بأنّه لا يوجد ما يدلّ على صحتّه؛ إلاّ مع فرض العِلم بخلو أصل كتاب الشّيخ الطّوسي (مصباح المُتهجّد) مِن المقطع المذكور -المزعوم دسّه-، وكون طروء دسّه مقطوعاً به، وقد عرفتَ عدم تماميّة دعوى وقوع الدّس في الزّيارة، وأنّ الصّحيح اشتمالها في الأصل على المقطع المُعترض عليه، وإنْ فُرض القطع بخلاف ذلك؛ فهو قطع لا حيازة له على مسوّغات معقولة، ولا مقدّمات عُقلائيّة مقبولة.

     والحاصل: أنّه لا يوجد دليل ناهض موجب للقطع بتكذيب القصّة والحُكم باختلاقها.

     وأمّا الاتّجاه الثّاني: فيُلاحظ عليه بعدّة أمور:

     الأمر الأوّل: إنّ دعوى الشّهرة والشّياع؛ لم يتّضح بُرهانها، سواء كان المُراد من الشّهرة في زمن الشّيخ الطّوسي (قده) وما تلاه وصولاً إلى الأزمنة المُتأخّرة، أو في خصوص زمنه (قده)، أو في زمنه وما قاربه، أو في الأزمنة المُتأخّرة عنه، فقد تتبّعت هذه الحكاية في مضانها، وسبرت المصادر المتوفّرة فلم أقف على ما يُفيد مشهوريّتها بأي نحو من الأنحاء الآنفة، سوى ما قد يُقال بانعقاد الشّهرة بعد الشّهيد السّيد نور الله الشّشتري صاحب (مجالس المؤمنين)، و(إحقائق الحق)، وإليك البيان والتّفاصيل:

     مصادر[43] نقل القصّة:

     المصدرالأوّل: إنّ أقدم مصادر هذه الحكاية -بحسب ما يُسفر عنه التّتبع في المصادر المُتاحة- ترجع إلى القرن الحادي عشر، حيث نجدها منقولة في كتاب (مجالس المؤمنين) للقاضي الشهيد السّيد الشّشتري (قده) (ت: 1019 هـ)، قال -على ما في الطّبعة المُترجمة- : (رُوي أنّ بعض المخالفين رفع إلى الخليفة العبّاسي المُعاصر للشّيخ أبي جعفر...).[44]

    المصدر الثّاني: وكذا في كتاب قطب الدّين الاشكوري الديلمي (قده) في كتابه (محبوب القلوب) (يُستظهر أنّه كان حيّاً في: 1088 هـ)، على ما حكاه المُحقّق البحراني (قده) (ت: 1186 هـ)، في كتابه (لؤلؤة البحرين)، قال (قده): (ونقل في كتاب حياة القلوب، ونحوه أيضاً في كتاب (مجالس المؤمنين) إنّ بعض المُعاندين مِن المُخالفين عرضوا على الخليفة العبّاسي أنّ الشّيخ سبّ الصّحابة في كتابه الموسوم بالمصباح في دعاء يوم عاشوراء...).[45]

     ومثله: فعل السّيد علي أصغر البروجردي (ره) (ت: 1313 هـ) ، قال في (طرائف المقال) : (ونُقل عن كتابي حياة القلوب، ومجالس المؤمنين...).[46]

     أقول: الظّاهر أنّ المُراد (محبوب القلوب)؛ لأنّ المُحقّق البحراني (قده) قال في مورد سابق: (قال قطب الدّين محمد الاشكوري في كتاب حياة القلوب)[47]، كما أنّ السّيد البروجردي (قده) ينقل عن (اللّؤلؤة) في غير مورد مِن كتابه المذكور.
 -
     وسُجّلت شهادة أُخرى على وجود القصّة في كتاب (محبوب القلوب)، وهو ما جاء في إحدى حواشي التّحقيق لمطبوع (الفوائد الرّجاليّة) للسّيد بحر العلوم (قده) : (ذكر ذلك قطب الدّين محمد الأشكوري اللاهيجي - معاصر الشّيخ الحر العاملي - في كتابه محبوب القلوب الفارسي - مخطوط -).[48]

     هذا؛ وقد نما إليّ خبر طباعة الكتاب مؤخّراً، إلاّ أنّني لم أُوفّق للوقوف عليه بعدُ.
 
     وعن لؤلؤة البحرين: نقلها المُحقّق المُعاصر الشّيخ نصر الله الشبستري (قده) (ت: 1424 هـ)، في كتابه (اللّؤلؤ النّضيد).[49]

    المصدر الثّالث: المُحقّق السّيد بحر العلوم (قده) (ت: 1212هـ)، في (الفوائد الرّجاليّة) : (وحكى جماعة أنّه وُشي بالشّيخ إلى الخليفة العبّاسي...).[50]

     أقول: لم يتّضح لي أنّ ما نقله السّيد بحر العلوم (قده) هل أخذه عن الكتاب الذي ذكره مُتقدِّماً على المورد الذي نقل فيه الحكاية أم لا؟ ، والذي سمّاه بـ(تأريخ مصر والقاهرة لبعض الأشاعرة)، حيث نقل عنه بعض ما يرتبط بالشّيخ الطّوسي (قده)، ثم ألحق ذلك بنقل القصّة.

    ونقل القصّة عن السّيد بحر العلوم: السّيد الخوانساري الأصبهاني (قده) (ت: 1313 هـ)، في (روضات الجنّات).[51]

       المصدر الرّابع: وهو ما نقله المُحقّق الكلباسي (قده) (ت: 1315 هـ)، قال (قده): (أنّه حُكي عن بعض التّواريخ نقلاً...).[52]

     المصدر الخامس: وكذا المُحقّق المامقاني (قده) (ت: 1351 هـ)، قال: (وحكى جماعة أنه وشي بالشّيخ (ره) إلى الخليفة العبّاسي...).[53]

     وعنه: مُختصراً المُحقق التُستري (قده) (ت: 1405 هـ)، في (القاموس).[54]

     والحاصل: أنّ القصّة ظهرت في المكتوبات -بحسب المصادر المتوفّرة حتّى الآن- في القرن الحادي عشر الهجري، ما يعني أنّ الفاصلة بين ذلك وبين زمن حدوثها -حسب الفرض- تتجاوز خمسة قرون، (على الأقل تجاوزت 560 سنة، وهي -تقريباً- المُدّة الزّمنيّة بين وفاة الشّيخ الطّوسي (قده)، واستشهاد السّيد الشّشتري (قده) صاحب (مجالس الشيّعة) ).

     ومع هذه المُدّة المديدة لا يُمكن الموافقة على دعوى شُهرتها، بأي نحو مِن الأنحاء المذكورة في محلّها آنفاً سوى ما رُبما يُدّعى شُهرتها في تالي زمان الشّهيد الشّشتري (قده).

     فحينئذ: إنْ أُريد بالشّهرة المذكورة ما تلا زمن الشّهيد الشّشتري (قده) إلى الأعصار المُتأخّرة عنه؛ فهذا رُبما يكون مقبولاً عند مَن يقبل ذلك، إلاّ أنّ هذا المقدار بحدّه لا يفيد شيئاً في مقام الإثبات والنّفي كما لا يخفى.

     كما أنّ: الالتزام بذلك لا يجدي في شيء لصاحب هذا الاتّجاه؛ لكونه إنّما أدلى به للرّد على دعوى كون القصّة مكذوبة، ويذهب إلى عدم إمكان اجتماع مشهوريتها مع دعوى كذبها؛ ولذا قال في ذيل إفادته الأولى التي نقلناها فيما سبق: (ومع هذا كلّه تراه ينفي هذه القصة بضرس قاطع).[55]

      ووجه ذلك: أنّ الشّهرة بهذا المقدار، بل وبما هو أكثر منه يُتصوّر -بحسب العادة- انعقادها مع كون المشهور مكذوباً.

     الأمر الثّاني: دعوى أنّ الشّهيد السّيد الشّشتري (قده) نقل القصّة نقل المسلمات ولم يشكّك فيها، حيث قال -كما مرّ بك فيما تقدّم- : (فقد نقلها من أعلام الطائفة العلامة الشهيد القاضي نور الله الشوشتري...نقل المسلمات ولم يشكك فيها).

     أقول: يُلاحظ عليها: بأنّ واقع كلماته (قده) تأبى هذه الدّعوى؛ لأنّه (قده) نقلها بصيغة التّمريض، قال في (مجالس المؤمنين) : (نقل است كه بعضى از مخالفان بعرض خليفه عباسى كه معاصر شيخ ابو جعفر بود...).[56]

     وقوله: (نقل است) بالفارسيّة مبني للمجهول (وهو ما يُصطلح عليه بالفارسيّة (فعل مجهول) = فعلی است که فاعل آن مشخص نبوده)، ويُعادله في العربيّة: (رُوي) أو (نُقل)؛ ولذا ترجمها مُترجم الكتاب كما مرّ بك إلى : (رُوي...)، وهو الموافق للقواعد.

     وهذا لا ينسجم مع دعوى أنّه (قده) نقل القصّة نقل المُسلّمات، ولا يتواءم مع دعوى أنّه (قده) لم يُشكّك بها.

     والصّحيح: أنّه لم تثبت صحّة هذه القصّة، ولا مشهوريتها، كما لم يثبت وضعها واختلاقها، وهي بهذا المقدار لا بأس بجعلها مؤيّداً -يُستأنس به- لصحّة وجود المقطع -المزعوم دسّه-.

     خاتمة فيها نقل لكلمة في المقام لسيّدنا الأستاذ السّيد علي الميلاني (دام عزّه وتأييده):

    أجاد كعادته أُستاذنا الفقيه المُحقّق المُدقّق آية الله السّيد علي الميلاني (دامت بركات وجوده المُبارك) بقوله: (هذا المقطع مِن الزّيارة موجود في المصادر المُعتبرة قبل ذلك، وعلماؤنا قبل ألف سنةٍ كانوا يقرؤنه فيها. والتّشكيك في سند زيارة عاشوراء ومتنها مِن الجهل في أقلّ تقدير. والله المستعان.).[57]

     وآخر دعوانا أنْ الحَمْد لله ربّ العالمين، وصلّى الله وسلّم على أشرف بريّته محمّد آله الطّيبين الطّاهرين، واللّعن الدائم على أعدائهم أجمعين.


جـابـر جُـوَيْـر

يوم الأحد ، 9 جمادى الأولى 1436 هـ
الموافق: 1 مارس 2015 م


[1]  المصدر:
ألف: موقع (يوتيوب):
ب: في الموقع الرّسمي للسّيد كمال الحيدري:
1-الصيغة الكتبيّة لكلامه:
تنبيه!
أقول: ينبغي أنْ أُنبّه إلى خلو التّفريغ الموجود في الموقع الرّسمي مِن الدّقة؛ ولذا باشرتُ التّفريغ والكتابة بنفسي، ولم أعتمد على الصّيغة الكتبيّة المذكورة، وهذا الذي ذكرتُه يشمل جميع الموارد التي أنقل فيها نصّ كلام المُتحدِّث محوّلاً فيها الصّيغة الصّوتيّة إلى الكتبيّة.
2-الصيغة الصوتيّة:
3-صيغة الفيديو:
[2]  المصدر:
ألف: موقع (يوتيوب):
ب: الموقع الرّسمي للسّيد كمال الحيدري:
1-الصّيغة الكتبيّة:
2-صيغة الصّوت:
3-صيغة الفيديو:
[4]  مصباح المتهجّد للشّيخ الطّوسي (قده) ص539، ط. مؤسّسة الأعلمي، الطّبعة الأولى: 1418 هـ، لبنان- بيروت.
[5]  سورة: الأنعام، الآية: 108.
[6]  عيون أخبار الرّضا (ع) للشّيخ الصّدوق (قده) ج1 ب28 ص271 ح63، ط. منشورات الشّريف الرّضي، الطّبعة الأولى: 1378 هـ.ش، إيران - قُم المُقدّسة.
[7]  مصباح المتهجّد للشّيخ الطّوسي (قده) ص537 ، ط. مؤسّسة الأعلمي، الطّبعة الأولى: 1418 هـ، لبنان- بيروت.
[8]  مصباح المتهجّد للشّيخ الطّوسي (قده) ص538، ط. مؤسّسة الأعلمي، الطّبعة الأولى: 1418 هـ، لبنان- بيروت.
[9]  م. ن. ص539.
[10]  كذا في : إثبات الهُداة ج‏1 ص 47 ، ط. مؤسّسة الأعلمي، الطّبعة الأولى: 1422هـ، لبنان-بيروت، والبحار ج26 ب4 ص239 (كتاب الإمامة، أبواب سائر فضائلهم ومناقبهم وغرائب شئونهم عليهم السلام) ، ط. إحياء الكتب الإسلاميّة/انتشارات نور وحي، 1430 هـ ، إيران - قُم المُقدّسة.
[11]  معجم رجال الحديث للمُحقّق السّيد الخوئي (قده) ج5 ص272 برقم:2725، الطّبعة الخامسة: 1413 هـ.
[12]  معجم رجال الحديث للمُحقّق السّيد الخوئي (قده) ج3 ص165 برقم:1037 ، الطّبعة الخامسة: 1413 هـ.
[13]  معجم رجال الحديث للمُحقّق السّيد الخوئي (قده) ج1 ص181 برقم:90 ، الطّبعة الخامسة: 1413 هـ.
[14]  وقد ذكرتُ بعض النّماذج في كتابي (مواضع للنّظر)؛ فليُراجعه مَن يشاء.
[15]  زيارة عاشوراء في الميزان للشّيخ حسين الرّاضي ص326 ، دار المحجّة البيضاء، الطّبعة الأولى: 1429 هـ، لبنان - بيروت.
[16]  م. ن. ص506.
[17]  زيارة عاشوراء فوق الشّبهات للمُحقّق الميرزا جواد التّبريزي (قده) ص22 ، ط. دار الصّديقة الشّهيدة ، إيران - قُم المُقدّسة.
[18]  م.ن. ص20.
[19]  م.ن. ص29.
[20]  م.ن. ص30.
[21]  أمل الآمل للشّيخ الحُر العاملي (قده) ج2 ص23 برقم: 85.
[22]  رياض العُلماء وحياض الفُضلاء للميرزا عبدالله أفندي (قده) ج1 ص58، ط. مطبعة الخيّام، 1401 هـ، إيران - قُم المُقدّسة.
[23]  تعليقة أمل الآمل للميرزا عبدالله أفندي (قده) ص98، ط. مكتبة آية الله العظمى المرعشي/ مطبعة الخيام، الطبعة الأولى : 1410 هـ، إيران - قُم المُقدّسة.
[24]  كذا حكاه السّيد الأمين (قده) ، والعلاّمة الطّهراني (قده) عن نُسخة بخط الكفعمي (قده) لقصيدة ابن راشد المُسمّاة بـ (الجُمانة البهيّة )، لاحظ: أعيان الشّيعة ج5 ص65، ط. دار التّعارف، 1403 هـ، لبنان - بيروت، والذّريعة ج5 ص131 برقم:542، ط. دار الأضواء، لبنان - بيروت.
[25] أمل الآمل ج2 ص65 برقم:178، ط. دار الكتاب الإسلامي، إيران - قُم المُقدّسة.
[26]  رياض العُلماء وحياض الفُضلاء للميرزا عبدالله أفندي (قده) ج1 ص185، ، ط. مطبعة الخيّام، 1401 هـ، إيران - قُم المُقدّسة.
[27]  تعليقة أمل الآمل للميرزا عبدالله أفندي (قده)  ص114، ط. مكتبة آية الله العظمى المرعشي/ مطبعة الخيام، الطبعة الأولى : 1410 هـ، إيران - قُم المُقدّسة.
[28]  رياض العُلماء وحياض الفُضلاء للميرزا عبدالله أفندي (قده) ج3 ص342، منشورات مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي، إيران - قُم المُقدّسة: 1403 هـ.
[29]  رياض العُلماء وحياض الفُضلاء للميرزا عبدالله أفندي (قده) ج4 ص241، منشورات مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي، إيران - قُم المُقدّسة: 1403 هـ.
[30]  رياض العُلماء وحياض الفُضلاء للميرزا عبدالله أفندي (قده) ج4 ص153، منشورات مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي، إيران - قُم المُقدّسة: 1403 هـ.
[31]  لؤلؤة البحرين للشّيخ يوسف البحراني (قده) ص279، ، ط. مكتبة فخراوي، الطّبعة الأولى: 1429 هـ، البحرين: المنامة.
[32]  مجالس المؤمنين للشهيد القاضي السّيد نور الله المرعشي التستري (قده) ج1 ص569 ، ط. دار هشام، ترجمة: محمّد شعاع فاخر.
[33]  رجال ابن داود الحلّي  (قده) ص269، برقم: 426.
[34]  زيارة عاشوراء تحفة مِن السّماء ، تقرير بحث المُحقّق الشّيخ مُسلم الدّاوري (حفظه الله تعالى)، بقلم: السّيد عباس الموسوي ص143، حاشية رقم (2)، نشر: مؤسّسة صاحب الأمر (ع)، إيران-قُم المُقدّسة، الطّبعة الأولى: 1431 هـ.
[35]  الفوائد الرّجاليّة للسّيد بحر العلوم (قده) ج3 ص238-239، ط.مكتبة الصّادق، الطّبعة الأولى: 1363 هـ.ش. ، إيران – طهران.
[36]  زيارة عاشوراء في الميزان للشّيخ حسين الرّاضي ص130 ، دار المحجّة البيضاء، الطّبعة الأولى: 1429 هـ، لبنان - بيروت.
[37]  م. ن.
[38]  أي الشّيخ حسين الرّاضي الذي يردّ عليه صاحب كتاب (المُداخلات).
[39]  المُداخلات الكاملة في ردّ مدّعي التّزوير على زيارة عاشوراء المتداولة، كتبه: (حُبّ الحُسين) ص505-506، ط. مؤسّسة التّأريخ العربي، الطّبعة الثّالثة: 1429 هـ، لبنان-بيروت.
[40]  م. ن. ص189.
[41]  م. ن. ص680.
[42]  م.ن. ص 708.
[43]  كل مَن لم يتّضح لي مصدره في نقل القصّة اعتبرتُ كتابه -تسامحاً- مصدراً لها.
[44]  مجالس المؤمنين للشّهيد القاضي السّيد نور الله المرعشي التستري (قده) ج2 ص186، ط. دار هشام، ترجمة: محمّد شعاع فاخر.
[45]  لؤلؤة البحرين للمُحقّق يوسف البحراني (قده) ص281 ، ط. مكتبة فخراوي، الطّبعة الأولى: 1429 هـ، البحرين: المنامة.
[46]  طرائف المقال للسّيد علي البروجردي (قده) ج2 ص463.
[47]  لؤلؤة البحرين للمُحقّق يوسف البحراني (قده) ص239 ، ط. مكتبة فخراوي، الطّبعة الأولى: 1429 هـ، البحرين: المنامة.
[48]  الفوائد الرّجاليّة للسّيد بحر العلوم (قده) ج3 ص239، ط.مكتبة الصّادق، الطّبعة الأولى: 1363 هـ.ش. ، إيران - طهران، تحقيق السّيدان: محمد صادق بحر العلوم وحسين بحر العلوم.
[49]  اللؤلؤ النّضيد في زيارة مولانا أبي عبدالله الشّهيد للمُحقّق الشّيخ نصر الله الشبستري (قده) ص188، ط. مكتبة فدك لإحياء التراث، الطّبعة الأولى: 1433 هـ، إيران - قُم المُقدّسة.
[50]  الفوائد الرّجداليّة للسّيد بحر العلوم (قده) ج3 ص238، ط.مكتبة الصّادق، الطّبعة الأولى: 1363 هـ.ش. ، إيران - طهران، تحقيق السّيدان: محمد صادق بحر العلوم وحسين بحر العلوم.
[51]  روضات الجنّات للميرزا السّيد محمد باقر الخوانساري الأصبهاني(قده) ج6 ص210، ط. الدّار الإسلاميّة، الطّبعة الأولى: 1411هـ، لبنان - بيروت.
[52]  شرح زيارة عاشوراء للشّيخ أبي المعالي الكلباسي (قده) ص240، ط. مكتبة فدك لإحياء التراث، الطّبعة الأولى: 1428 هـ، إيران-قُم المُقدّسة.
[53]  تنقيح المقال في علم الرّجال للمُحق المامقاني (قده) ج3 ص 105 برقم: 10563 (طبعة حجريّة).
[54]  قاموس الرّجال للمُحقّق التستري (قده) ج9 ص208، ط. مؤسّسة النّشر الإسلامي التّابعة لجامعة المُدرّسين بقُم المُشرّفة، الطّبعة الثّانية: 1410 هـ، إيران-قُم المُقدّسة.
[55]  المُداخلات الكاملة في ردّ مدّعي التّزوير على زيارة عاشوراء المتداولة، كتبه: (حُبّ الحُسين) ص505-506، ط. مؤسّسة التّأريخ العربي، الطّبعة الثّالثة: 1429 هـ، لبنان-بيروت.
[56]  مجالس المؤمنين للعلاّمة القاضي السّيد نور الله بن شريف الدّين الشّشتري (قده) ج1 ص481، ط. كتاب فروشى اسلاميه، الطّبعة الرّابعة: 1377 هـ.ش ، إيران- طهران.
[57]  الموقع الرّسمي لسماحة آية الله السّيد علي الحُسيني الميلاني (حفظه الله)، جواب رقم: 8536، بتأريخ: 15/2/214م – 26/11/1392 هـ.ش.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق