الخميس، 10 يوليو 2014

الانتصار لزعيم طائفة الأبرار (1)


في 
|مسألة سهو النّبي (ص) المُختار|

الرّد على الشّبة التي أثارها (الغزي) و(فضل الله) و(الحيدري) وبعض (أهل السنة)
حول رأي المحقق السيد الخوئي (قده) في مسألة سهو النّبي (ص)
(مع قراءة نقديّة ومناقشات علميّة لأبرز الرّدود)
بقلم: الشّيخ جابر جوير

~الحلقة الأولى: توطئة~


 

توطئة:
     أثار بعض المُعاصرين (وهو: الشّيخ الغزّي) عدّة شبهات
تتعلّق ببعض الآراء العلميّة التي أفادها زعيم الحوزة العلميّة الرّاحل المُحقّق الكبير السّيد الخوئي (قده)، ومن جملة هذه الشّبهات؛ ما أشكله على رأيه (قده) في مسألة نفي السّهو عن النّبي (ص)، بدعوى أنّه (قده) يراها تقصر عن شمولها للموضوعات الخارجيّة، وطلب مّني بعض المؤمنين (حفظهم الله تعالى) التّصدي لهذه الشّبهات، وإظهار زيفها نظراً لخطورتها على الوعي الشّيعي تجهيلاً وتسطيحاً ثم استلاباً من عدّة جهات، ولمّا كان ذلك كذلك، ولمّا رصدت بعض حالات اللّهاث وراء هذه الطّروحات بحدٍّ يسعى إلى إعاقة نمو مشروع المؤسّسة الدّينيّة في إعادة بناء وصياغة الشّخصيّة المؤمنة، بل وكيان المذهب بصفة كُلّية، ولمّا لم أجد من أجاب عنها بجواب تام ينقطع معه دابر الشّبهة؛ عزمت على ما راموه، لعلّ الله ينفع بما أكتب.
     وينبغي أنْ نشير هنا إلى أنّ الشّبهة التي أشرنا إليها آنفاً، هي في الواقع شبهة ردّدها غير واحد مِن المُعاصرين غير (الشّيخ الغزّي) - وإنْ كان هو أوّل مِن أسّس لها وروّجها بحسب ما يظهر بالتّتبع، وكما ستوافيك كلمات الجميع في محلّها إنْ شاء الله تعالى- ؛ كـ(السّيد فضل الله)، و(السّيد الحيدري)، وغيرهما، بل تلقّفها بعض (أهل السّنة)، واستند إليها في مساعيه باتّجاه تقويض البناء العَقدي لمدرسة التّشيع - ، وهذا كلّه يُعزّز  أهميّة التّصدّي لها، وبيان ما فيها.
    ولتكن هذه الشّبهة - بما تختزن مِن قصور وتراجع فكري- نموذجاً لعدم صلاحيّة البُنى الفكرية التي تؤسّس لمشروع الإطاحة بالمؤسّسة الدّينيّة (الحوزة العلميّة)، ونزع الثّقة عن رموزها الأعاظم، وحجم الإفلاس العِلْمي الذي عليه أصحاب أمثال هذه الشّبهات
، والذين يريدون أنْ يقفزوا على شموخ هذه المؤسّسة بفتح بعض الملفات التي يبتغون توظيفها لتغذية ذلك المشروع، مع بُعد المسافة التي تفصل بينهم وواقع البحث العِلمي وأدواته.
     وحرصاً على إتمام الفائدة، والمساهمة في إثراء الحِراك العِلْمي، وتعزيزاً لمبادئ النّقد البنّاء، واستشعاراً بضرورة التّواصل الفكري والتّحاور العِلْمي؛ ألحقت مناقشتي لأطروحة (الغزّي) بقراءة نقديّة ومناقشة علميّة؛ استعرضت مِن خلالها أبرز الرّدود التي صدرت في هذا المجال - شكر الله جهود أصحابها - ، وحاولت إعادة قراءتها، ومناقشتها، ومُساءلتها على وِفق ما تقتضيه أدوات البحث العِلْمي، وعلى نحو يلتزم بمنطق راعيت فيه أدب الاختلاف ومحدّداته بما يضمن للآخر حرمته وحقّه في البحث والنّظر.
     والله من وراء القصد ،،،
 
جابر جوير
الكويت
يوم الاثنين، غرّة شهر رمضان المُبارك 1435 هـ
الموافق: 30 /6/ 2014 م


للحديث تتمّة ،،، 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق