السبت، 12 يوليو 2014

الانتصار لزعيم طائفة الأبرار (2)


في 
|مسألة سهو النّبي (ص) المُختار|

الرّد على الشّبة التي أثارها (الغزي) و(فضل الله) و(الحيدري) وبعض (أهل السنة)
حول رأي المحقق السيد الخوئي (قده) في مسألة سهو النّبي (ص)
(مع قراءة نقديّة ومناقشات علميّة لأبرز الرّدود)

بقلم: الشّيخ جابر جوير

~الحلقة الثانية: تجذير الإشكال، وكلمات المُستشكلين في المقام ~

 
المبحث الأوّل: تجذير الإشكال، وكلمات المُستشكلين في المقام
      أُثير هذا الإشكال في المحيط الشّيعي، ثم انتقل بعد ذلك إلى المحيط السّني! ؛ في سياق التّشنيع والتّشغيب وتسجيل المآخذ على المدرسة الشيعيّة في علم الكلام، ولا بأس أنْ نذكر بعض التّفاصيل في هذا الشّأن.

               المطلب الأوّل:  إثارة الإشكال في الوسط الشّيعي
              
      الشّخصيّة الأوّلى: الشّيخ الغزّي
     ويبدو - بحسب تتبّعي- أنّ أوّل مِن أثار هذا الإشكال، ونشره هو (الغزِّي)، وقد أثاره في أكثر مِن موضع، وأكثر مِن مُناسبة.
     الموضع الأوّل:
          قال في كتابه (الشّهادة الثّالثة): (لكن العَجب يعتري المتتبّع من هذا العيلم حين يجيب على سؤال وُجِّه له في آخر عمره حول مسألة سهو النبي صلّى الله عليه وآله فيقول: (القَدَرُ المتيقّن من السهو الممنوع على المعصوم هو السهو في غير الموضوعات الخارجية) وغريب هذا الكلام والله العاصم والهادي إلى سواء السبيل)[1].انتهى.
     الموضع الثّاني:
     قال في (الحَلقة الأولى) من برنامج (ملف العصمة)، المبثوث على قناة (المودّة) الفضائيّة، بتاريخ: 30-6-2011، الموافق: 28 مِن رجب سنة 1432 هـ، في (الدّقيقة :11:18:24) وما بعدها : (الشيء المُستغرب، هذا كتاب (مُنية السّائل) مجموعة فتاوى للسّيد الخوئي كتبها في آخر عمره، هذا الكتاب (مُنية السّائل) مجموعة فتاوى هامّة لآية الله العظمى السّيد أبي القاسم الخوئي (دام ظلهُ)، لأنه كُتِب في أيام حياته، جمعهُ ورتّبه: موسى مفيد الدّين عاصي، طُبع سنة: 1991، هذا الكتاب يشتمل على المسائل بشكل مطبوع، وبشكل مخطوط أيضاً، كُلّ مسألة يذكرها مثل هذه المسألة، المسألة تأتي مطبوعة، وتأتي بالخط، وبختم السّيد الخوئي، مثل هذه المسألة، سؤال يُوجّه إلى السّيد الخوئي، موجود في صفحة: 223، أنا سأقرأه من الرّسالة المخطوطة؛ لأنّه الموجود في المطبوع فيه نقص، نقص ليس مهم، الموجود هنا في المطلوع، لا أريد أن أقرأ السّؤال كامِله، السّؤال طويل، أوّلُهُ: ما هي حقيقة الحال في مسألة إسهاء النّبي عن صلاة الصّبح، إلى آخر ما مرَّ من الكلام في كتاب الشّيخ الصّدوق، الجواب المطبوع: القَدَر المُتَيقَّن، في المطبوع ، في المخطوط مكتوب: باسمه تعالى، لم يُكتب هنا باسمه تعالى، سأقرأه مِن المطبوع، عفواً، مِن المخطوط، المطبوع هو في: صفحة:224، وهذا هو جواب السّيد الخوئي الذي سأقرأه، المخطوط باليد، وختم السّيد موجود في آخر الكتاب، السّؤال عن سهو النّبي، ماذا يقول السّيد الخوئي؟ تاريخ الإجابة:21/1 ، يعني: شهر محرّم 1408 للهجرة،...هذه الفتوى مؤرّخة: 21 محرّم 1408 للهجرة، وختم السّيد الخوئي واضح، وتوقيعه واضح، التّوقيع المعروف: (باسمه تعالى، القدر المُتيقّن مِن السّهو الممنوع على المعصوم هو السّهو في غير الموضوعات الخارجيّة، والله العالِم) ، يعني في الموضوعات الخارجيّة يسهو، الموضوعات الخارجيّة، ماهي؟ يعني: صلاته، صيامه، حجّه، سائر عباداته، سائر شؤونه، يعني إنّما هو لا يسهو إلاّ في دائرة التّبليغ، (القدر المُتيقَّن)، (باسمه تعالى، القدر المُتيقَّن مِن السّهو الممنوع على المعصوم هو السّهو في غير الموضوعات الخارجيّة، والله العالِم)، الخوئي، الختم، ختم السّيد الخوئي، 21/1/1408، نص كلام السّيد الخوئي، هذا هو كتاب مُنية السائل، والفتوى بختم السّيد، وبتوقيعه المعروف، (القدر المًتقَّين من السّهو الممنوع على المعصوم) ما هو؟ في غير الموضوعات الخارجية، يعني: يسهو في الموضوعات الخارجيّة).[2]انتهى.
     الموضع الثّالث:
     قال في برنامج (سلسلة محاضرات الملفّات العشرة، ملفّ الكتاب والعترة، الجزء الثّاني: الكتاب الصّامت، الحلقة: الثّالثة)، في (الدّقيقة: 25:06) وما بعدها:
     (أقف عند صور، أو لقطات في كتب السّيد الخوئي، في فكر السّيد الخوئي، في فتوى السّيد الخوئي، سهو المعصوم، عقيدة يعتقدها السّيد الخوئي (رضوان الله تعالى عليه)، ومساحة هذا السّهو عند السّيد الخوئي أوسع من مساحة السّهو حتى عند المخالفين، حتى عند الوهابيّة، والكلام واضح في  كتبه، في كتابه (التّنقيح في شرح العُروة)، في النّصف الأوّل مِن حياته، وهذا هو (الجُزء الثّاني) مِن (التّنقيح)، وهو يتحدّث عن نجاسة الغُلاة، وعن الغُلو إلى أنْ يصل كلامه إلى ما قاله الشّيخ الصّدوق نقلاً عن شيخه ابن الوليد مِن أنّ أوّل درجات الغُلو هو نفي السّهو عن النّبي (ص)، السّيد الخوئي ماذا يقول؟ : (والغلو بهذا المعنى مما لا محذور فيه بل لا مناص عن الالتزام به في الجملة)، يقول الغُلو بهذا المعنى، يعني هو يصف القول بعدم سهو النّبي؛ يصفه بالغلو، ولكنّه يقول: مما لا محذور فيه، وهذه هي البداية، البداية لعقيدته التي صرّح بها في أُخريات عمره، فهو هنا يصف نفي السّهو عن النّبي، هو: غلو، ولكن مِمّا لا محذور فيه، بل لا مناص، لا مناص يعني: لا مهرب عن الالتزام به، لكن في الجملة، يعني: هو هنا يشير إلى أنّ الاعتقاد بأنّ النّبي، بأنّ الإمام، بأنّ المعصوم مُنزّه عن السّهو في الجملة، كلام فيه رِكّة، وكلام ضعيف، لا يُنبئ، ولا يُفصح عن عقيدة واضحة، ولكنّ هذا الكلام أفضل من كلامه الذي قاله في أُخريات أيامه، هذا هو (مُنية السّائل)؛ فتاوى للسّيد الخوئي في أخريات أيامه، (القدر المُتيقّن من السّهو الممنوع على المعصوم هو السّهو في غير الموضوعات الخارجيّة)، الموضوعات الخارجيّة ما هي؟ هي: التّطبيقات الفعليّة للأحكام، أو التّطبيقات الفعليّة للعقيدة في الواقع الخارجي، حين نقول بأنّ الصّلاة واجبة، هذا حكم أمّا الموضوع الخارجي لهذا الحكم هو: اتيان الصّلاة بتفاصيلها، بركوعها، بسجودها، وهذا الكلام يشمل جميع الموضوعات، (القدر المُتيقّن من السّهو الممنوع على المعصوم هو السّهو في غير الموضوعات الخارجيّة)، فقط في دائرة التّلبيغ، وما جعل الموضوعات الخارجيّة من جملة دائرة التّبليغ؛ فإنّ النّبي (ص) حتى عند المخالفين يعتبرون صلاته جزءً مِن التّبليغ، (صلّوا بصلاتي)، و(حِجّوا بحَجّي)، لكنّ هنا الكلام واضح، وبالجملة بغض النّضر عن كل هذه التّفاصيل، أنا هنا لا أريد أنْ أقف على كل صغيرة وكبيرة، الوقت لا يكفي المطالب كثيرة، الكلام هنا واضح وصريح؛ أنّ السّيد الخوئي يعتقد بسهو المعصوم، وأنّ النّبي وأنّ الإمام معصوم فقط في دائرة التّبليغ، هذا الكلام نقلته من كتاب (مُنية السّائل)؛ مجموعة فتاوى للسيّد الخوئي في أُخريات أيامه، وبخطِّ اليد وبختمه، نفس هذا الكلام جاء مذكوراً في كتاب (صراط النّجاة في أجوبة الاستفتاءات)، (صراط النجاة في أجوبة الاستفتاءات) في طبعته الأخيرة كتاب من جزأين؛ أسئلة موجّهة للسّيد الخوئي، أجاب عليها، وعلّق عليها الشّيخ جواد التّبريزي (رحمة الله عليه)، وهو من تلامذة السّيد الخوئي، وكان مرجعاً مِن مراجع التّقليد، تُوفّي في هذه السّنوات، السّنوات القريبة السابقة، في هذا الكتاب في صفحة: 446 ، وهذه الطّبعة هي الطّبعة: الأولى 1431، المطبعة: وفا، إيران، صفحة: 446، نفس الكلام المذكور في (مُنية السّائل) :  (القدر المُتيقّن من السّهو الممنوع على المعصوم هو السّهو في غير الموضوعات الخارجيّة)، الشّيخ جواد التّبريزي لم يُعلّق على هذه الإجابة؛ فهذا دليل على موافقته أيضاً لنفس الكلام...).
    ثم قال في الدّقيقة ) 37:35 ) وما بعدها : (السّيد محمد حسين فضل الله؛ لو تذهب إلى فكره تجد أنّ جذور هذا الفكر أخذها من السّيد الخوئي، ومن السّيد محمد باقر الصدر، وهذا بشكل، وهذا بشكل واضح، يعني: السّيد محمد حسين فضل الله لم يأتِ بشيء من عنده، كلّ ما ذكره له جذور، وأصول، وقواعد، أخذها من السّيد الخوئي، ومن السّيد محمد باقر الصّدر، وهذا مبثوث، وموجود في كتب السّيد الخوئي، وفي وكتب السّيد الصّدر، الذي قام به السّيد محمد حسين فضل الله هو أنّه طبّق تلك الأصول والقواعد على كثير من الوقائع التي يحتاجها النّاس، ويسألون عنها، حوّلها إلى قضيّة اجتماعيّة، هذا الذي قام به السّيد محمد حسين فضل الله؛ لذلك مثلاّ، وسنمر على تفسير السّيد محمد حسين فضل الله لِنجد أنّ السّيد طوّر قضيّة السّهو حتى وصلت إلى أنّ النّبي يسهو في تبليغ الآيات، فلربما أنّ النّبي يُخطئ في تبليغ الآية ولكن بعد ذلك يُصحّحها، يعني هناك جدول خطأ وصواب موجود عند النّبي (ص)، بعد كل وحي لا بد أنْ نُراجع الاستدراك للخطأ والصّواب؛ لمعرفة هل أنّه أخطأ أم لم يكن قد أخطأ، هذا الكلام ذكره في كتابه، وفي تفسيره، وسآتي على ذكره في الحلقات القادمه إن شاء الله تعالى، لكن في هذا الكتاب الذي عنوانه: (فقه الحياة)، ماذا يقول في صفحة: 301 : (أمّا بالنّسبة إلى العِصمة في غير هذا الجانب، كما لو فرضنا أنّ النّبي، أو الامام يخطأ في أمور حياتيّة، أو أنّه ينسى بعض الأشياء العاديّة، يسهو في صلاته، فإنّ العقل لا يحكم بامتناع الخطأ، أو النّسيان، أو السّهو في هذا المجال)، إلى أنْ يقول: (ونرى أنّ علماءنا، ومنهم السّيد الخوئي (ره) يتحدّث بأنّه ليس من المُمتنع أنّ يسهو النّبي، أو الإمام في غير موقع التبليغ، ولكن المُمتنع فقط هو: أنْ يسهو في التّبليغ)، إلى آخر كلامه، السّيد محمد حسين فضل الله، هو ينطلق من هذه الأصول، ومن هذه الجذور، ومن هذه القواعد، ومن هذه العقيدة...).
     ثم قال في الدّقيقة : (42:28) وما بعدها : (فما جاء به السّيد فضل الله؛ هو يستند إلى هذا الفكر، إلى هذه المدرسة، إلى مدرسة السّيد الخوئي، لكن الشّتائم والسُّباب توجّهت إلى السّيد فضل الله، بينما القضيّة في أصلها خرجت مِن هذه المدرسة).
     ثم قال في الدّقيقة: (44:41) وما بعدها : (الواقع العملي على أرض البحث، والحديث: تتجلّى حقائق واضحة، وجليّة أنّ ما طرحه السّيد فضل الله أصوله، وجذوره من فكر المدرسة الخوئيّة).
     ثم قال في الدّقيقة: (45:22) وما بعدها: (وتلاحظون على اختلاف المشارب جواد التّبريزي قائل بنفس الكلام، لم يُعلّق، السّيد فضل الله مِن نفس المدرسة، والباقون على هذا المنوال، سواءً الذين سكتوا وما تكلّموا، أو الذين تكلّموا في مجالات ضيّقة، أو الذين استعملوا التورية في الحديث، أو في الكتابة، هذه الحقائق نحن نعرفها، هذا هو المنهج الواضح في مدرسة السّيد الخوئي (رضوان الله تعالى عليه)  ).[3]
     الموضع الرّابع:
     ملف الكتاب والعترة، الجزء الثاني: الكتاب الصامت، الحلقة الرّابعة، المبثوث على قناة (المودّة) الفضائيّة.
     (الدّقيقة: 24:34) وما بعدها:
     (في الحلقة الماضية سلّطت الضّوء على لقطات، صور، قل ما شئت، جهات، نقاط، صفحات، لمحات، للجانب العقائدي لعقيدة السّيد الخوئي، فتحدّثت عن اعتقاده بسهو المعصوم، في الموضوعات الخارجيّة، وأنّ المعصوم منزّه عن السّهو في دائرة التّبليغ فقط، أمّا في سائر شؤوناته فهو معرّض للسّهو، فهو يسهو كما أسهو أنا، وكما يسهو السّيد الخوئي، فهو يعتقد بأنّ المعصوم يسهو في غير الدّائرة التّبليغيّة، العصمة فقط في دائرة التّبليغ، يعني أنّ النّبي (ص) فقط عنده المقدرة لحفظ آيات القرآن التي يعلّمها جبرائيل للنّبي...فسيّدنا الخوئي يعتقد بسهو المعصوم).[4]

     الشّخصيّة الثّانية: السيّد فضل الله
    أومأ إلى هذا الرّأي في أكثر مِن موضع:
     الموضع الأوّل: قال في تعليقه على أجوبة المُحقّق الميرزا جواد التّبريزي (قده) :
     (في مقام التعليق على كلامنا (إنّ الرسالية لا تتنافى مع بعض نقاط الضعف البشري من حيث الخطأ في تقدير الأمور) قلتم: (أما ما ذكر في السؤال فهو فاسد، لأننا لو جوّزنا على النبي صلى الله عليه وآله وسلم  الخطأ في تقدير الأمور، لم يحصل الوثوق بأوامره ونواهيه لجواز خطئه في إصدار الأمر عن الله تعالى، مع عدم صدوره واقعاً) .
     ويرد على هذا القول : بأن الحديث كان وارداً في قصة موسى عليه السلام مع أخيه هارون عليه السلام عندما أخذ برأس أخيه يجـره إليه وهذا الفعل يتعلّق بالموضوعات الخارجية، وليس ناتجاً عن أمر إلهي . وقد دلّ الدليل العقلي على امتناع الخطأ في التبليغ لا في غيره. كما ذكرتم ـ وذكر أيضاً سيدنا الأستاذ السيد الخوئي (قده) في جوابه على سؤال ورد في كتاب (منية السائل) حيث قال: (القدر المتيقن من السهو الممنوع على المعصوم هو السهو في غير الموضوعات الخارجية)؛ لذلك لا يصلح كلامكم لأن يكون نقضاً لما قلناه ودعوى بفساده، كما ذكرتم في الرد).انتهى كلام (السّيد فضل الله).[5]
     الموضع الثّاني: جاء في كتاب (فقه الحياة) الذي هو حوار أُجري معه؛ ما نصّه : (ونرى ان بعض علماءنا ومنهم السيد الخوئي (رحمة الله عليه) يتحدث بأنه ليس من الممتنع أن يسهو النبي أو الإمام في غير موقع التبليغ ولكن الممتنع فقط هو أن يسهو في التبليغ)[6].
     الموضع الثّالث: قال في تفسيره : (من وحي القرآن) : (أما مسألة نسبة السهو و النسيان إلى الأنبياء في غير حالة التبليغ فقد ذهب إليه الصدوق و تبعه جماعة، و قد اعتبر أن من علامات الغلو نفي السهو عن النبي محمد صلى اللَّه عليه و آله و سلّم.و قد ذهب أستاذنا آية اللَّه السيد الخوئي- قدس سره- جوابا عن سؤال- كما ورد في كتاب منية السائل- القدر المتيقن من السهو الممنوع على المعصوم هو السهو في غير الموضوعات الخارجية. و قد ذهب المشهور من متكلمي الشيعة إلى أن الأنبياء و الأئمة معصومون عن الخطأ و مصونون عن النسيان، لا في قضايا الأحكام وحدها، بل حتى في القضايا العادية)[7].


     الشّخصيّة الثّالثة: الشّيخ جعفر الشّاخوري
    حيث نسب إلى المُحقّق السيّد الخوئي (قده) القول بجواز السّهو في الموضوعات الخارجيّة، مع أنّه نزّه ساحة (السّيد فضل الله) عن ذلك! : قال في كتابه (مرجعيّة المرحلة وغُبار التّغيير) الذي كتبه دفاعاً عن السّيد فضل الله:
     (ومن الطريف أن العالم الذي استفتوه في هذه المسألة له رأي مخالف لمشهور المتأخرين حيث يقول بجواز السهو على المعصوم في الموضوعات الخارجية (أنظر صراط النجاة ج1 ص462) وهذا ما لا يقول به سماحة السيد لأن العصمة عنده عبارة عن ملكة لا تتجزأ. فالمفروض في المقام أن يقفوا في صف سماحة السيد ضد ذلك العالم لا العكس)[8].انتهى كلامه.
    
     الشّخصيّة الرّابعة: السّيد كمال الحيدري
     ذكر في مقام تشنيعه على الشّيخ الصّدوق (قده) وشيخه ابن الوليد في مُختارهما في مسألة سهو المعصوم؛  المُحقّق السّيد الخوئي (قده) نموذجاً لغير القدماء كردّ على إشكال مُقدّر مفاده: أنّ الصّدوق أو شيخه مِن القدماء فلا يلتفت! ، وذلك في: درس (خارج الأصول)، بعنوان : (تعارض الأدلّة 190)، بتأريخ: ( 9/ربيع الثّاني/ 1435 هـ)، في الدّقيقة: (34:22) وما بعدها: (هسّه تعالو بيني وبين الله إلى محدّث كبير، وهو شيخ من شيوخ هذه الطّائفة، وهو الشّيخ ماذا؟ الصّدوق مولانا، هاي أمامكم حتى تعرفون بيني وبين الله مقام رسول الله عند السّلفي، أو أحد علماء السّلفية، ومقام رسول الله عند مَن؟ ها؟ عند الشّيخ الصّدوق، هاي أمامكم أعزائي: (من لا يحضره الفقيه) المجلّد: الأوّل، صفحة: 234، قال مصنّف هذا الكتاب، ماذا يقول المصنّف، يعني المُحدّث شيخ المُحدّثين؛ الشّيخ الصّدوق: (إنّ الغُلاة والمفوضّة لعنهم الله يُنكرون سهو النّبي). إذن مقام رسول الله عند الشّيخ الصّدوق ما هو؟ عزيزي؟ ها؟ مو بس بشر، ياليت بشر معصوم، بشر شنو؟ ها؟، يسهو!، يسهو! ، نعم، لا يتعمّد الكذب، لا يتعمّد المعصية، وإنّما ماذا؟ مثلي ومثلك!، هسّه مَن الذي أوقع الشّيخ الصّدوق في هذا؟ واقعاً مَن الذي أوقعه؟ تدرون مَن الذي أوقعه؟ هو يقول في صفحة: 235 ، يقول: (وكان شيخنا ابن الوليد يقول: أوّل درجة في الغُلو نفي السّهو عن النّبي صلى الله عليه).  يعني: كُل من منكم الآن الجالسين، وكُل علماء الطّائفة الذين لا يقبلون سهو النّبي فَهُم شنو أعزائي؟ ها؟ مِن المُغالين، وإذا صاروا مِن المُغالين شيصيرون مولانا؟ وإذا صاروا من الملعونين شيصيرون مولانا؟ آثار عجيبة ترتّبت، عندي رسالة في الغلو تقرأونها مفصلة مولانا، قال: (ولو جاز). مولانا إشودّاك ليهنانه، يا شيخنا! هذا رسول الله، يقول: شسوي الرّوايات، (ولو جاز أنْ تُردّ الأخبار الواردة في هذا المعنى؛ لجاز أنْ نردّ جميع الأخبار، وفي ردّها إبطال الدّين والشّريعة). مو القرآن في ردّه إبطال الدّين والشّريعة، في ردّ ماذا؟ الأخبار، المنهج ما هو؟ يا منهج أعزائي؟ رواية! والأخبار! ، المنهج الأخباري، هاي نتيجته، هاي نتيجته، هاي أمامكم، هذي إنْ شاء الله بعد ذلك، قلت للأعزّة بالأمس، وسأقول أين أختلف مع العُلماء، مع عُلماء الإماميّة، هذه واحدة من الموارد، وهو المنهج الأخباري، هسّه هذا منو؟ تقول لي: (بيني وبين الله هذا الرّجل كان في القديم، ما يلتفت! إلى آخره)، تعالوا معنا بيني وبين الله إلى السّيد الخوئي قدّس الله نفسه، هسّه اليوم أدري مولانا بالمواقع الدّنيا تقوم ولا تقعد، مولانا قدسيّة السّيد الخوئي، عظمة، بابا بيني وبين الله أنا ماده أناقش لا سمح الله في إيمان الرّجل، في تقوى الرّجل، في علم الرّجل، أنا ده أناقش في رأي من آراء الرّجل، وأنا مراراً ذكرت أنّي أحترم الجميع، ولا أُقدّس أحداً، أنا لا أُقدّس إلّا من أمرني الله بتقدسيه، وهو: القرآن والنّبي والأئمّة عليهم أفضل الصّلاة والسّلام؛ لأنّ هؤلاء ثبتت لي لهم هذه المقامات، هذا أعزائي: كتاب صراط النّجاة، (صراط النّجاة)، القسم الأوّل، أعزائي، وهويّة الكتاب كذا، وفي صفحة أعزائي في الجزء الأوّل، أو القسم الأوّل، صفحة: 461 ، يقول في رقم السؤال: 1294: (ما هي حقيقة الحال في مسألة إسهاء النّبي عن صلاة الصّبح؟).  إسهاء النّبي في صلاة الصّبح يعني ماذا؟ يعني لم يصلِّ صلاة الصّبح، نام عنها، (وهل يلزم أنْ يُسهي الله نبيّه ليُعلم أنّه ليس بإله؟). لأنّه قالوا بأنّه أنّ الله سبحانه وتعالى جعله يسهو حتى لا يُعتقد، أنا ما أدري، منو كان يعتقد برسول الله إله؛ حتى الله يبطل أُلوهيّة النّبي، حتى يجعله يسهو! السّائل هم يقول: (وقالوا ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق إلى آيات أخرى تدل على أنّه بشر وعلى أنّه وُلد، ومات وله أب)، فإذن ما كنا مُحتاجين أنْ نثبت بشريته وعدم إلهيته بأنْ نجعله ماذا؟ يسهو إلى أنْ يقول: وقد أجرى الله سبحانه (ثم هل يلزم أنْ يُسهي الله رسوله لتكون رحمة للأمة لكي لا يعير أحدٌ أحداً إذا نام عن صلاته)، لأنّه هذه هم بعض الرّوايات تقول إنّما فعل الله به كذا حتى جنابك إذا صلاة الصّبح ما صليت لا يُعيّرك أحد، ولذا نحن في أبحاثنا في القديم قلنا إذن لازمه، لازمه، مو كلام الشّيخ الصّدوق، لازمه: أنّه لابد أنْ رسول الله هماتينه يسهو!، ماذا؟ ويزني! ، يسهو! وكذا!، لماذا؟ حتى إذا زنى أحد لا يُعيّره أحدٌ، بعد لأنّه حكم الأمثال فيما يجوز وما لا يجوز ماذا؟ واحدٌ، أعزائي شنو الفرق بيناتهن؟ أيّهما بيني وبين الله أشدّ عاراً؟ أنْ يُعيّر بترك صلاة الصّبح، لو أنْ يُعير بالغِيبة، والزّنى، واللّواط؟ ياهو منهن؟ خو المفروض ذيك مو ذنّي هذا المنطق، شوفو! هذا منطق الرّواية! ، وين يوصل الإنسان لأنّه بعيد عن القرآن، هكذا يؤدي!، قال: (وقد أجرى الله سبحانه كثيراً من أحكامه على أناس آخرين لا على الرّسول نفسه، هذا إذا لاحظنا أنّه قد أُنيم، وليس نام، وهل صحيح أنّ ذا اليدين). إلى آخره، هسّه، مولانا هسّه هذا سؤال واقعاً سؤال خطير، تتوقعون شنو جواب السّيد الخوئي؟ شنو جوابه السيد الخوئي! شنو؟ لا! ،  ما يقول هالشّكل، لا هو رِجّال أصولي، لا! ، منهجه مو منهج الشّيخ الصّدوق، منهجه ماذا ؟ شيء آخر، شوفو! أنا أقول: عبّر، شوفو الجواب الدبلوماسي العلمي،  قال: (القدر المُتيقّن من السّهو الممنوع على المعصوم هو السّهو في غير الموضوعات الخارجيّة). يعني: في الموضوعات الخارجية عدنا دليل يقيني على أنّه لا يسهو أو ما عدنا؟ هو ما قال عدنا، ولكنه قال ذاك فقط الذي ثبت لرسول الله، مازاد عن ذلك ثبت أو لم يثبت وأنت اقرأ الرسالة إلى الآخر مولانا خلاص بعد ما نعلم، أنا ما أريد أقول هنا يُثْبت لا سامح الله، أبداً أبداً، ولكنّه أيضاً نفى أو لم ينف؟ ها؟ نفى السّهو في الموضوعات أو لم ينف؟ لم ينف هنا أبداً أبداً، واللّطيف أنّ شيخنا الأُستاذ، طبعاً السّيد الخوئي هم سيدنا الأُستاذ، بيني وبين الله أنا سنتين حاضر عنده قدس الله نفسه، شيخنا الأُستاذ ميرزا جواد تبريزي، مولانا، هماتينه في صفحة: 3 مِن المقدّمة هكذا يقول، في صفحة: 6 مِن المقدّمة، يقول: (فتركت أجوبة الأُستاد الخوئي التي توافق نظري بلا تعليق)، وهنا أعزائي صفحة: 462 يوجد تعليق أو لا يوجد تعليق؟ لا يوجد تعليق يعني ميرزا جواد هم أيضاً ماذا؟ ها؟ نفى أو لم ينف؟ لم ينف، تقول لي سيدنا هسّه في مكان آخر نفرض، أقول: بلي بلي بلي، اطمئنو أنّه سأذكر، حتّى الإخوة لا يتصورون بأنّه لا سمح الله كذا، السّيد الخوئي قدس الله نفسه في (مُستند العُروة الوثقى)، طبعاً لا أعلم أنّ (المُستند) مُتقدّم، وهذا متأخّر، لو أنّ هذا متقّدم، وهذا شنو؟ متأخّر، هذا روحو ابحثوه، ولكنّه في (مُستند العُروة الوثقى) التي هي في (الجُزء السّادس) من (الصّلاة)، بعد أنْ ينقل روايات سهو النّبي، يقول أنّ هذه الرّوايات في أنفسها غير قابلة للتّصديق، وإنْ صحّت أسانيدها لمخالفتها لأصول المذهب، جيّد، هنا ماذا؟ ينفي، ما عندي شك، وكذلك الميرزا جواد،  أستاذنا، شيخنا الأستاذ الميرزا جواد التّبريزي في (صراط النّجاة) أعزائي في (المُجلّد الخامس)، صفحة: 272 ، في رقم السّؤال: 891 ، يقولون له في (الجُزء الأوّل) من (صراط النّجاة) في الجواب عن المسألة فلان نقلاً عن السّيد الخوئي، القدر كذا، لم يرد لكم تعليقة على الجواب مِمّا يعني الموافقة، فما هي الموضوعات الخارجيّة التي تكون خارجة عن عهدة العصمة؟ فهل ترون كذا وكذا؟ هناك أيضاً يقول ماذا؟ خلي ذهنك، يقول بأنّه: لا! إحنه هماتينه مع مشهور علماء الإماميّة، نقول ماذا؟ ها؟  لا يسهو)[9].

     المطلب الثّاني: إثارة الإشكال في الوسط السّني

     الشّخصيّة الأوّلى: الشّيخ الدّاني بن منير آل زهوي
     وهو ما ذكره في حاشية له ضمن تحقيقه لكتاب (الأخنائيّة: أو الرّد على الأخنائي قاضي المالكيّة) لابن تيميّة، قال ما نصّه: (ومن المهم ذكره في هذا المقام أن كثيرا من علماء الإمامية! يشنعون على علماء أهل السنة القائلين بجواز وقوع السهو والخطأ من الأنبياء- بالضوابط التي يذكرونها- وتراهم يكيلون لهم السّباب والشتائم.
مع أن كثيرا من علمائهم المتقدمين يقولون هذا القول، ولا تراهم يذكرونهم بأي سوء!
فمن القائلين بجواز السهو والخطأ على الأنبياء من علماء الإمامية: الشيخ الصدوق، والشريف المرتضى، الذي يرى جواز غلبة النوم على الأنبياء في أوقات الصلوات فيقضونها، ولا يعد ذلك عيبا ولا نقصا. انظر «الأنوار النعمانية» (4/ 34) - الأعلمي- وأقرّه نعمة الله الجزائري في المصدر السابق).
والخوئي يقول: «إن القدر المتيقن من السهو الممنوع على المعصوم هو السهو في غير الموضوعات الخارجية» «صراط النجاة»! (1/ 462) ).[10]

     الشّخصيّة الثّانية: وهو ما ذكره الشّيخ حسن فرحان المالكي، في صفحته الرّسميّة على موقع (فيس بوك)، بتاريخ: 17 يونيو 2013، قال: ( العصمة ليس مجمعاً عليها عند الشيعة كما أن عدالة الصحابة ليس مجمعا عليها عند اهل السنة لكن العامة من المذهبين لا يعرفون. فالصدوق (٣٨٠) والخوئي (معاصر) لهم آراء في العصمة مختلفة جداً فيما أعلم).[11]

     أقول: وهو وإنْ لم يُصرّح بمستنده في زعمه هذا، إلاّ أنّه لا يوجد في تُراث المُحقّق السّيد الخوئي (قده) ما تُمسّك به في تشييد المُدّعى غير مورد جوابه على الاستفتاء محلّ البحث.


للبحث تتمّة ،،،


[1]  الشّهادة الثّالثة المُقدّسة مَعْدِنُ الإسلام الكامل وجوهَرُ الإيمانِ الحقِّ للشيّخ عبدالحليم الغزِّي ص82، منشورات هيئة بني هاشم، مطبعة شرق، قم-إيران، الطّبعة الأولى: 1414 هـ، وص108 مِن الطّبعة الثّانية: 1423، دار القارئ، بيروت-لبنان ، وص107-108 مِن الطّبعة السّادسة للكتاب.

[2] يُمكن مُشاهدة الحَلَقة على موقع (يوتيوب)، في شبكة (إنترنت) على العناوين الآتيّة:
(1)
بعنوان: ملف العصمة ح 1 - الشيخ عبد الحليم الغزي.
(2)
بعنوان: ملف العصمة - ح 1 / الشيخ الغزي.
(3)
بعنوان: ملف العصمة ح 1 - الشيخ عبد الحليم الغزي
(4)
بعنوان: ملفّ العصمة - الحلقة ١ - العصمة وأقوال العلماء
(5)
بعنوان: ملفّ العصمة - الحلقة ١ - العصمة وأقوال العلماء
(6)
بعنوان: ملف العصمة 1 1000
[3] يُمكن مُشاهدة الحَلَقة على موقع (يوتيوب)، في شبكة (إنترنت) على العناوين الآتيّة:
(1)
بعنوان: 3- ملفّ الكتاب والعترة ج 2 الكتاب الصامت ح 3 مع السيد الخوئي ج1.
(2)
بعنوان: 3 ملف الكتاب و العترة ـ الجزء الثاني ـ الكتاب الصامت ـ الحلقة الثالثة ـ مع السيد الخوئي ج1.
(3)
بعنوان: 03ـ ملفّ الكتاب والعترة / الكتاب الصامت / الشيخ ال
(4)
بعنوان: الكتاب الصامت ح 3 السيد الخوئي وتفسير الامام العسكري ج 1 / الشيخ الغزي.
[4]  يُمكن مُشاهدة الحَلَقة على موقع (يوتيوب)، في شبكة (إنترنت) على العنوان:
بعنوان: 4- ملفّ الكتاب والعترة ج 2 الكتاب الصامت ح 4 مع السيد الخوئي ج 2 الشيخ الغزي.
[5]  الحوزة العلميّة تدين الإنحراف للسّيد محمد علي الهاشمي المشهدي ص203، الطّبعة الرّابعة:1431 هـ-2010م ، الوثيقة رقم:11، صورة لنصّ رسالة (فضل الله) إلى الميرزا جواد التّبريزي ، جواب:1 (من الرّسالة الأولى)، المؤرّخ بتاريخ: 11 جمادى الآخرة 1417 هـ.
وأشار إلى رأي المُحقّق السّيد الخوئي (قده) في تفسيره : من وحي القرآن ج‏9 ص 165، ط: دار الملاك، لبنان: بيروت، الطّبعة الثّانية: 1419 هـ.
[6]  فقه الحياة: حوار مع السّيد فضل الله، أجراه أحمد أحمد، وعادل القاضي ص266، ط. مؤسّسة العارف للمطبوعات، بيروت-لبنان، الطبعة الخامسة:1420 هـ.
[7] وأشار إلى رأي المُحقّق السّيد الخوئي (قده) في تفسيره : من وحي القرآن ج‏9 ص 165، ط: دار الملاك، لبنان: بيروت، الطّبعة الثّانية: 1419 هـ.
[8]  مرجعيّة المرحلة وغُبار التّغيير للشيّخ جعفر الشّاخوري البحراني ص26، طبعة: دار الأمير، ودار الرّسول الأكرم (ص)، بيروت-لبنان، الطّبعة الثّانية: 1419هـ-1998م. 
[9] الفيديو في موقع (يوتيوب) على الرّابط التّالي:
والفيديو في الموقع الرّسمي:
والدّرس بهيئة ملف صوتي في الموقع الرّسمي:
تقرير الدّرس في الموقع الرّسمي على الرّابط التّالي:
وينبغي أنْ أُشير هنا إلى: أنّني لم أنقل مِن التّقرير الموجود في الموقع، وباشرتُ تفريغ كلام المُتحدِّث بنفسي؛ لأنّه مليء بالأخطاء، مُضافاً إلى أنّه يشتمل على تحريف لما جاء في أصل الدّرس، سواءً بالزّيادة، أو النّقصان، أو التّبديل، والتّغيير.
[10]  الرّد على الأخنائي قاضي المالكيّة لابن تيميّة، تحقيق الشّيخ الدّاني بن منير آل زهوي ص81، طبعة: المكتبة العصريّة، بيروت-لبنان، الطّبعة الأولى:1423 هـ.
[11]  صفحة الشّيخ حسن المالكي الشّخصيّة على موقع (فيس بوك)، عبر هذا الرّابط:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق