الجمعة، 30 أغسطس 2013

الجواب على شبهة دسّ أحاديث اليهود والنّصارى والمجوس في الموروث الروائي الشيعي

رداً على ما طرحه المُتحدِّث في برنامج (من إسلام الحديث إلى إسلام القرآن) في قناة (الكوثر) الفضائية

بقلم/ الشيخ جابر جوير

بسمه تعالى

يكفي في ردّ شبهة الدّس في الكتب الروائية وغيرها مع قطع النّظر عن المدسوس، سواء كان من قبيل الإسرائيليّات ونحوها، أو روايات الغُلاة، أنّ الكتب التي ثبت اعتبارها من جهة ثبوتها عن مؤلفيها، ومن جهة صحة نُسَخِها، سواء بلحاظ وثاقة رجال طُرقها، أو بلحاظ احتفافها بالقرينة المعتبرة القاضية بكون هذه الكتب معتبرة؛ لا يُتصور فيها الدّس، إذْ لا يجتمع كونها معتبرة بهذا المعنى؛ الذي يقتضي سلامتها من طروء تصرّف بنحو التغيير أو الزيادة أو النّقصان، مع دعوى وقوع الدّس فيها!

وأمّا وجود أخبار إسرائيليّة، أو روايات الغُلاة، فلا علاقة له بالدّس، فهذا شيءٌ، والدّس شيءٌ آخر، وتوهّم كونهما واحداً؛ خلطٌ بين الأمرين! 
فوجود روايات هذا شأنها في كتاب ما، مع فرض ثبوته عن صاحبه، معناه: أنّ صاحبه نقلها لغرض ما، لا أنها مدسوسة فيه! ، ويمكن تمييزها بملاحظة إسناد صاحب الكتاب إليها، وإن لم تكن مسندة فلا سبيل للقطع بكونها من روايات الغُلاة، وغاية ما يمكن أن يُقال بشأنها أنها مشكوكة النسبة، وأما الإسرائليات ونحوها فلا يضر عدم إسنادها؛ لأن المفروض أنها غير مروية عن الأئمة (ع).
وبهذا يندفع الإشكال الذي يستند إلى وجود روايات منقولة عن المعصومين (ع) وغيرهم تفيد وقوع الدّس في كتب أصحابنا، كأمثال المغيرة بن سعيد، وأبي الخطاب، وغيرهما.

جابر جوير
الأربعاء
29 شهر رمضان المبارك 1434 هـ
6 أغسطس 2013 م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق